@Enta Meny@ مشرفــة
عدد المساهمات : 327 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: الاشعث...هدى يا انشوده البكاء ليت امى لم تلدنى لاراكى تبكين الأحد أبريل 05, 2009 11:19 am | |
| كانت هدى ..
اقترب لماذا تطرق بابي ولا تدخل رحلتنا أبدية.. ليلٌ وقبعة مَتَشَرِّد تحمل وجوه ضحايانا كُونوا مَعِي.. دعوني أذكركم بها .. وأسترجع الماضي الكئيب .. وراقِبوا هذا المشهدَ اللعين.
المشهدُ كمَا ظَهرَ في شاشاتِ التلفزةِ العربيةِ العميلةِ كالتالي: فتاةٌ من فتياتِ أمتِنا الهَزِيلةِ, أو بُنَيَّةً من بنَاتِنا اللواتِي لا حولَ لهنَّ ولا قُوةَ هكذا ظهرت ..كانت طِفلةُ جمِيلةُ المُحيَّا, هَزِيلةُ الجَسَدِ كأمةِ الإسلامِ,لكنْ هناكَ فرقٌ وبونٌ شاسِعٌ بين هزالهَا الذي هو بفعلِ تجويعهَا من قِبَلِ أعدَائهِا وبينَ هُزَالنَا نحنُ الذي كَان بِفِعلِ المُنكَراتِ والفواحشِ والموبقاتِ التِي كَانت قاصمةَ ظهورِنا...!!
كانت هُدى - ويا ليتها ما كانت - في فسحةٍ من الزمانِ وفسحةٍ من المكانِ مع أبيها وأمِّها وإخوتِها الذين لم يكنْ يَدر ببالِهم أنَّ الفِراقَ بينهم وبينَ هذهِ الفتَاةَ البريئةَ سيضعُ راحلتهُ بينهم مستبقاً كُلَّ الأحداثِ وكل اللحظاتِ الجميلةِ التي كان من الممكنِ أن تعيشَها مع أهلِهَا في آتي الأيامِ..
ظهَرتْ صغيرتي هدى ويا ليتَها لم تظهر ويا ليتَ أمِّي لم تلدنِي قبل هذا اليومِ الذي رمقتهَا بِعينِي الباكية تبكِي بكاءً يقطِّعُ نياطَ القلبِ, كانت باسمةَ الثغرِ , بازغةَ النجمِ ,ضاحكةَ الوجهِ, ثَوانٍ معدوداتٍ كانت تأَمِّلُ فيها المتعةَ مع أهلها على خير حال .. انقضتْ هذِه الثواني البئيسة .. وحلَّ البكاء محل الفرحِ فإذْ بالمحَاجرِ تتحدث وتنوح وتفيضُ بدمعٍ واجمٍ واجدٍ علَى بؤسِ الحالِ الذِي ينتَظِرُهَا..
وإذْ بالشَعَرِ الذي كان مُنساباً على كتِفَيها كالحريرِ غدا منتفشاً كأنَّما هو يَبْكي... وإذ بنظارةِ وجههَا وجمالِ ملبسِها يستحيلانِ من بعدِ الرَّونقِ البهِيِّ إلى أثوابٍ مِلؤُها البكاء والحزن.. بكت هدى وبكى الشاطئُ الذي شهدَ هذِه الجريمةَ وبكى العالمُ وبكيتُ وبكى من كان في قلبهِ للرحمة منزلاًً..
Cant See Images
كانت تبكي بعدما قتَل الصهاينة عليهم من اللهِ اللعَائنَ تَتْرى جَمِيعَ أفرادِ أسرتها على شاطئِ (الحزنِ) في فلسطين الأبِيَّة..
هذه الأسرةُ الحانيةُ الوديعةُ البريئةُ التي قضت معها هدى جميلَ وحلوَ الحياةِ ومُرِّهَا , عاشَتْ معهم تكابدُ لأْوَاءَ الدُنيَا وشقاءَ الحِرمَان.. تُعِيدُ النظرة وتُلقِي بِهَا على بقَايا أُناسٍ عَاشت معَهُم و بينَ دفءِ حنَانِهِم فإذا هم قد استحالوا لشئ آخر ..... لجثثٍ كان بها نسِيمُ الحياةِ ...كانَت تهبُّ عليهَا من هذه الأجسادِ الطَاهرةِ نسماتُ الحبِ والعنايةِ والرفقِ .....رأتْهُم... لكِن....مُجَنْدلِينَ....مَوتَى.. ...وتنْظُر مَرْةً أخْرَى وكَأَنَها تقُول: (مستحيلٌ) أن أفارقَ أبِي... مستحيل أنْ أفقدَ أُمِي.. كانت رحلة للتَنَزُّهِ والفسحةِ, لكنها كُلما رأَتْ تلكَ الدماءَ الطاهرةَ تُغَطي العائلةَ بِأكْمَلِها عادَت لتَبكي....وهل غيْر البُكِاء حِيْلة.. ماتَ الحبُ فِي تِلْكَ اللَّحْظة.... ماتَ الحنَانُ في تِلكَ اللحْظَة...
هدى .... لم يَعُد هُنَاكَ من يشتري لك ألعاباً ودمىً لتَلعبي بها... هدى .... لم يعد هنَاك من تقولينَ لَهُ....بَابا هدى....لمْ يَعُد هنَاكَ ساحلٌ جَميلٌ.... اسمه.........ماما...
هدى....يا ترى أين تَنامين هذه اللحظة وأي مَأوَى يَأْوِي تِلك الزهرةَ الجَميلةَ...؟ تبكِي وتسقطُ على ظهرها في منظرٍ يُذيبُ القلبَ كمداً ... ويُدمي القلبَ حزناً...ويُبكي العينَ ويجعلُ في الحلقِ غصةً لن تُفارقَ حَلقِي ولن يهنأََ لي بعدهَا عيش وأنا حيٌ أرزق.. كانتْ ترفلُ في فرحةِ الحزنِ ......... !! والآن تَرفلُ في أسمالِ الحزنِ وحده.. وهل فرحُ إخوتنا في فلسطين وغير فلسطين سوى فرحٌ في لُفَافةِ حُزْنٍ... هدى ..... يا قَصِيدَة الأحْزَانِ في زمنٍ نُنْفق فِيه الملايين لنَلعبَ بِها وبأقدامِنا..... ونتْرُكَكِ في أرضٍ تَشكُو فقْراً مُدقعاً تستحيل معهُ الحياة لموتٍ مشاهدٍ بالعيان ! عَلِمَت هدى الحقيقة المرةَ.... مرارةَ العلقمِ....وهي أنَّ أهْلهَا ماتَوا....بل قُتِلوا كمَا مَاتَتْ أمَّتهَا ...بل قُتلَتْ من قَبل.. أي وربي...تبكي بكاءاً حاراً لم أرى له نظيراً من ذي قبل....!! وواللهِ وباللهِ وتاللهِ كلَّما رأَتْ عَينِي ذلكَ المَنْظَر لكَأنما الموتَ يَدهمُني, ولكَأنما أنا هِي....وهي أنَا...تَبْكي هُناك في أرضِ المَقْدسِ.... وأبْكِي هُنا فِي أرْضِ الحَرمينِ ... فتبْكِي مآذنُ الأرضِ وتضج بؤساً قاتماً يُخيل بسواده على الأرضِ .. ولكنَّ الصوتَ مطموسَ الوتيرةِ كما طُمسَت قُلوبَنا بِلعَاعِ الدُنْيَا وزُبَالتها....!!
رَأيتها فأحتَقَرْتُ نَفْسِي ومقَتُهَا, وقُمْتُ أبْكِي كما تبْكي الثكْلى لِفقْد وحيدهَا,وكما يبْكِي الموْتَور إذا حيل بينه وبين واتِرَه,ُ قمتُ أبحثُ عن تلكَ الصورِ التِي تدَبَّجُ بها صفحات جرائدنا ونُمْتَحَنُ بها صَبَاحَ مسَاء لتُحشى بها رؤسنا ولتُغَيَّرَ بها فِطَرَنا ولتُكَتَّمُ بَها أفواهنا وعقولنَا, بَحثتُ عن تِلكَ الصُور فبصقْتُ عليهَا وبصقتُ على صُورِ حكَّامِ العربِ وعلى صُورِ مثقفينا الذين عجزُوا حتَّى عن الكلامِ...ذهبتُ للمرآةِ ونظرتُ لنفسي وقلتُ:ما الذِي يَطيبُ لكُ مِنَ العيشِ بَعْد الذِي رأيتَهُ.....؟؟؟!! مالذي يُستساغُ بعدَ هذا المَشْهَد......سِوَى المَوت...؟؟ بصقتُ على صورَتي في المرآةِ .....وعدتُ أبكي كما بَكت هدى!
يأخذُ مني الأسَى مأخذهُ عند تَذكُرهَا وورودِ صورتِها ونغمة بكائها فلا حِيلَة لي عند ذلك سِوى الإنطِراحِ على فراشِي والتدثُّرُ ببطَانيَّتِي كأني محمومٌ قد هدَّ قوامهُ الوجع...عندها تأْخذُ مقلتايَ في البكاءِ...ويمتلئ مابين جانِحَتيَّ بالهَّمِ والأسَى والوجدِ والحرقةِ..!! لماذا يُسْتكْثَرُ البُكاءُ على الرجَال....؟؟
دعُوني ودعونَا نبكي فلا حِيلة سِوى البُكَاء..
ما سرَّحَ الدمعَ من عينِي وأطْلقَهُ **** إلاَّ اعتِيَادُ أسَى في القلبِ مسجون
هدى.....صغيرتي هنَا مشْغُولونَ بِكأسِ العَالمِ اللعين....ومشغولون بكيف نُخرجُ المَرأةَ من بيتهَا لتتعرَّى من الفَضيلةِ كما تَعرَّى قاتِلوكِ مِنَ الرَحْمةِ والحياة !! وهناك في الأردن نحافظُ وببسالةٍ على اليهودِ من أنْ يمرقَ إليْكُم منَّا مجاهدٌ صنديد....بل نشَاركُ وبكل ذُلِ البشريةِ في القضاءِ على أبي مصعب الزرقاوي!! وفي مصرَ حيثُ السجونُ تئنُ من امتِلائِهَا برجالٍ ذنبُهُم أنَّهم يقولُونَ لا إله إلا الله ..... يُطَارِدُون الشُرفَاءَ وكأنَّهم يُطارِدونَ المُجْرمَ العَاتي...!! وفي تونس وفي المغرب وفي الجزائرووو .... أمور وأمور وأمورٌ لو تأملهنَّ طفل...لشابَ رأسهُ ولدقَ عظمةُ ولنحلَ جسدهُ هدى......كَانت شمسَاً ساطعةَ الضياءِ!! هدى...كانت قمراً رائعَ الطلَّةِ باهرَ المنظرِ!! هدى...كانت لوحةً توسِعُ العَينَ قُرَّة والنفسَ مسرَّةً!!
هدى ... لبسَت البِلى .. وتعطلت من الحِلَى .... شاهِدُ اليأسِ من عينَيْها ينطِق بشَقَاءِ الحَال وقُصْرِ الرَجَاء....!! هدى هناك....تركناكِ بين حَمَارَةِ القَيضِ... و صَبَارَةِ البَردِ...دون مأوى ولا ملجأ....! تركناك حبيبتي هناك.....تنقلك خصَاصَةُ الحَيَاةِ من صَحْراءٍَ إلى ريفٍ, ومِن مشْتى إلى مصِيفٍ , ومن ألمٍ إلى ضيمٍ, لا أبَ ولا أمْ ...فيا لهف نفسي عليكي يا صغيرتي...ليتني والله اظفر بلقياكِِ, وإحتضانكِ رحمةً بكِ وإرْعَاءاً على أنْ تَهْلَكِي جُوعاً وحزناً ووجداً وهماً ....!! أين هي يَا قوم... أنا مُتَكَفِلٌ بِها... لكن أين هي .... تِلك وربي أمنيتي الهزيلة..!! ليتني والذي نَفسِي بيدهِ أنْتقِمُ لكِ ممَّن استَحَالت بسبَبِهِ حياتُكِ الهادئة إلى شقاءٍ وضعن...! هدى....رفقاً بي فو الله ماعُدتُ أطيقُ تحَمُلاً, ولم يعد يهدأ لي بال....!! هدى...إنما نَحنُ صَدى رجْعِي...يستحِيلُ إلى صمتٍ عندَ انقِطَاع مصْدَرَه...!! هدى....أيتها الزهرةُ الجمِيْلة...هم تَخلَّوا عنكِ وهُم قَادِرون...أعنِي حُكَّامَ العربِ ووزرائهم وبِطَانتهِم الفاسِدة....وهم أهل الحل والعقد.. هدى.....هم مَنَعونا من نُصْرتِك بالمال والنفس.. هدى....هم سَجَنُونَا لأنَّنَا نُرِيد فِكَاكَكم والذودَ عَنْكُم.. أليس كذلك هدى....؟؟ سامِحينَا نحنُ الذينَ أردنَا وحِيْلَ بينَنا وبينَ مَا أرَدْنَا.. هدى.... صغيرتي.... يا ساعةَ الزمنِ الكئيب .. يا دمعةً أبت الشحوب .. تكَّل أطرافي عن الشكوى .. وينتحبُ الوجودُ ..
لقد والله هدَّتْ صورتُكِ البَاكيَةُ معانٍ كثيرةً في نَفْسِي..فعند الحساب...وعند السؤال....وفي ذلك اليوم المهيب ... قولي لله أن الأشعث هد كيانه الحزن والأسى.. قولي أنني كتبت عنك مقالةً مليئة بالأحزانِ والأوجاعِ.. قولي أنني كنت والله مستعداً أن ابذل روحي في سبيل الذود عن حرمات الله.. قولي أنني بكَيتُ حينما لم أجدُ سِوى البُكَاء.. هدى....أيتها الطفلةُ التي شاخَتْ في صِغَرِهَا..... هَلْ يُجدي ذلك نفعاً في يومٍ يَشِيبُ لَهُ رَأسُ الطِفل..؟؟!
| |
|
More Love نائب المديـــــر العام فريق تطوير المنتدى
عدد المساهمات : 348 العمل/الترفيه : ..::[ بحب فى حبيبتى ] ::.. المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: رد: الاشعث...هدى يا انشوده البكاء ليت امى لم تلدنى لاراكى تبكين الإثنين أبريل 06, 2009 11:42 am | |
| شكرا انتا منى على الموضوع تسلم ايدك | |
|