حركتا فتح وحماس تلتقيان في أجواء ايجابية عشية اطلاق مؤتمر المصالحة الفلسطينية

التقى مسؤولون من حركتي فتح وحماس في القاهرة لتخفيف حدة التوتر الذي تصاعد بينهما خلال الايام الاخيرة تمهيدا لاطلاق مؤتمر المصالحة الفلسطينية الخميس في القاهرة تحت رعاية مصر.

وتحدث مسؤولون في الحركتين عن"اجواء ايجابية" تسود الاجتماعات التي بدأت بلقاء عقد ليل الثلاثاء الاربعاء بمجرد وصول الوفدين الى القاهرة واستؤنفت باجتماع بدأ صباح الاربعاء واستغرق اكثر من اربع ساعات.

وقال صحفي من وكالة فرانس برس يتابع اللقاءات التي تعقد في فندق كبير بضاحية مدينة نصر (شمال شرق العاصمة المصرية) ان الاجواء الايجابية انعكست بوضوح بعد اجتماع الاربعاء اذ جلس اعضاء وفدي فتح وحماس لتناول الغداء حول مائدة واحدة.

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس رئيس وفدها الى مؤتمر المصالحة موسى ابو مرزق يتوسط عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس وفدها الى القاهرة احمد قريع (ابو علاء) والقيادي في هذه الحركة زكريا الاغا بينما جلس القيادي الرئيسي لحماس في قطاع غزة محمود الزهار على مقعد مقابل لهم.

ومن المقرر ان يستأنف الوفدان اجتماعاتهم بعقد لقاء ثالث قبيل المساء.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق للصحفيين ان "المناخ ايجابي وواعد".

واضاف "نأمل التوصل الى نتائج ايجابية" ووصف المحادثات بانها "حوار في العمق حول كل القضايا" الخلافية.

واكد عضو المجلس الشتريعي عن حركة حماس خليل الحية ان "هذه اللقاءات (مع فتح) تمهيدية وجدية وعميقة ويسودها جو من الاحترام المتبادل والتفاؤل وهي تتستدجف تثبيت الثقة وازالة كل العوائق التي يمكن ان تعترض الحوار قبل انطلاقه" الخميس.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة فتح عزام الاحمد ان "اللقاءات تدور في اجواء ايجابية".

وبعد ان اجهض مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي كانت مصر دعت اليه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بادرت مصر الى تقديم دعوة جديدة للمصالحة الوطنية الفلسطينية عقب قيام اسرائيل بحربها على غزة التي استمرت 22 يوما (منذ 27 كانون الاول/ديسمبر الى 18 كانون الثاني/يناير).

ويعقد مؤتمر المصالحة الفلسطينية قبيل بضعة ايام من مؤتمر دولي حول اعادة اعمار غزة سيعقد الاثنين المقبل في مدينة شرم الشيخ لتوفير الموارد المالية اللازمة لاعادة بناء ما هدمته آلة الحرب الاسرائيلية.

وقال عزام الاحمد "هناك رغبة حقيقية لدى الجانبين لستوية كل المسائل وتحقيق المصالحة وهي ضرورة ملحة خصوصا ان عملية السلام (الاسرائيلية-الفلسطينية) لا تتقدم ولا الجهود من اجل ابرام هدنة" بين حماس واسرائيل.

وكان التوتر تصاعد خلال الايام الاخيرة بين فتح وحماس بعد اتهامات متبادلة ومطالبة حركة حماس باطلاق اعضائها المحتجزين لدى السلطة الفلسطينية في رام الله مما اثار مخاوف من فشل الجهود المصرية لعقد مؤتمر المصالحة.

واكد عضو وفد حركة فتح نبيل شعث لوكالة فرانس برس الثلاثاء انه "تم الاتفاق مع حماس على تسوية مسالة المعتقلين تدريجيا" مضيفا انه "تم بالفعل الافراج عن عدد منهم".

ومن المقرر ان تنبثق عن مؤتمر المصالحة خمس لجان للبحث في خمسة ملفات هي تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية والاتفاق على موعد وترتيبات اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة في الاراضي الفلسطينية واعادة تشكيل الاجهزة الامنية على اسس وطنية ومهنية واعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لتضم حركتي حماس والجهاد الاسلامي واجراءات المصالحة المتعلقة باطلاق المعتقلين والغاء الاجراءات التي اتخذتها كل من الحركتين تجاه مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني المرتبطة بالاخرى.

وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء على ضرورة التزام حكومة الوحدة الوطنية التي ستنبثق عن الحوار بالاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.

ودعت مصر، على لسان المتحدث باسم وزراة الخارجية المصرية حسام زكي، كل الاطراف الفلسطينية الى "تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية على اي اعتبار اخر".

وقال للصحفيين "الجميع يعرف ان هناك صعوبات عى طريق تحقيق المصالحة وبالتالي فالعمل الجاد والفهم السياسي العميق والمرونة في المواقف هي ادواتنا جميعا لتحقيق المصالحة" الفلسطينية.

شكرا لردك

مشكور جدا على موضوعاتك الجامدة